Friday, December 13, 2013

الأمور بمقاصدها (qawaid fiqhiyyah)


أولا: المعنى
فالمقصود لهذه القاعدة أن الأحكام لكل الأعمال يصدر على نية الفاعل لفعله. فقد يعمل الناس عملهم 
مع القصد المعين وتختلف حكمه مع إختلاف نيتهم

ثانيا: الأدلة
الأصل في هذه القاعدة من قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أ. "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه". وهذا الحديث أخرجه الأئمة الستة أي معناه الأعمال معتبرة بالنيات والتحصيل لكل الأعمال إما الثواب أو الإثم يترتب من قصد الأعمال.
ب.  وعند البيهقي في سننه من حديث أنس "لا عمل لمن لا نية له"
ج. من حديث سعد بن أبي وقاص "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت فيها حتى ما يجعل في امرأتك"
د. وفي مسند أحمد من حديث ابن مسعود "رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته".
س. وأما دليل عند ابن ماجه من حديث أبو هريرة وجابر بن عبد الله "يبعث الناس على نياتهم"

ثالثا: الأمثلة
أولا: في باب العبادات
إن النية تمييز العبادات من العادات، وتميز العبادات بعضها من بعض. وعلى سبيل المثال، الوضوء والغسل، يتردد بين التنظيف والتبرد، والعبادة، والإمساك عن المفطرات قد يكون للحمية والتداوى. فقامت النية في العبادات لتميز بين العبادات والعادات. وأما في الصلاة التي تنقسم إلى الواجب والسنة، فالنية تعين القصد له. وإضافة، دفع المال للغير قد يكون هبة لغرض الدنيا أو قد يكون قربة مثل الزكاة، الصداقة والكفارة.

ثانيا: في باب المعاملات
في هذه القاعدة، العبرة في العقود للمقاصد والمعاني، لا للألفاظ والمباني. وعلى سبيل المثال، البيع بلفظ الفعل المضارع بقصد الحال لا الاستقبال ينعقد به عقد البيع، كقول البائع، "أبيعك فرسي" وإذا قصد به الاستقبال لا ينعقد البيع.

ثالثا: في باب المناكحات
الحكم تتغير بالنية. في الأصل، حكم للنكاح هو مندوب ولكن إذا كان الرجل يريد أن يظلمها، فيغير الحكم إلى تحريم من النكاح.

رابعا: في باب الجنايات
من يقتل الناس بغير حق فحكمه الحرام  ولكن إذا كان القتل لتنفيذ القصاص، فلا تحريما عليه. وأيضا إذا 
كان مخطئا في القتل، فليه الدية بدون القصاص



بيروت: دار الكتاب العلمية، 1983م). ص8.  جلال الدين السيوطي، الأشباه والنظائر. ([1]
 السيوطي، الأشباه والنظائر. ص8.[2]
السيوطي، الأشباه والنظائر. ص12. [3]
عبد الكريم زيدان، المدخل للدراسة الشرعية الإسلامية. (بيروت: مؤسسة الرسالة ناشرون،2012)ص87.[4]

No comments:

Post a Comment